نشرت صحيفة إيه بي سي نيوز الأميركية تقريرا حول نتائج التحقيق الرسمي الذي أشرفت عليه الحكومة العراقية حيث انتهى التحقيق إلى أن منفّذي الهجمات بالطائرات المسيّرة المفخّخة ضدّ الرادارات العسكرية في يونيو الماضي هي جهة من داخل العراق، على الرغم من أن المسيّرات مصنوعة في الخارج وهي الجهة نفسها التي استهدفت حقولاً ومصافي نفط في إقليم كردستان، الأسبوع الماضي، ما تسبّب في وقف إنتاج 150 ألف برميل يوميّاً في بعض الحقول بأربيل ودهوك.
ويشير التقرير إلى أن أطرافا في حكومة الإقليم سارعت إلى اتهام مليشيات مرتبطة بإيران بأنها هي هذه الجهة التي تحدث عنها التقرير الحكومي نفسه من دون تسميتها لكنها نتيجة تناقض ما روّجته وسائل إعلام تابعة للميليشيات ، حين اتّهمت إسرائيل بتنفيذ الهجمات بينما في المقابل، أطلق بعض الإعلاميين المقرّبين من تلك المليشيات تصريحات متضاربة، ادّعوا فيها أن استهداف الرادارات مبرّر، بحجّة استخدامها من أميركا لمساعدة إسرائيل في حربها مع إيران.
وأضاف التقرير الأميركية أنه بمقارنة المعلومات المتوافرة من مصادر عدّة، فيمكن ترجيح أن الفصائل المسلّحة الموالية لإيران هي المسؤولة عن تنفيذ هذه الهجمات وقد اختارت أهدافاً لا تثير ردّاً أميركياً مباشراً، لتفادي مواجهة علنية ، فبدلاً من مهاجمة المصالح الأميركية، قصفت تلك الفصائل رادارات عراقية في سياق الحرب الإيرانية الإسرائيلية، كما استهدفت منشآت نفطية، رغم وجود استثمارات أميركية في بعضها، لكنّها استثمارات قديمة، وفي مراحل أولية من الإنتاج.
وخلص التقرير أنه لا يبدو أن بين يدَي الحكومة العراقية أي حلّ لهذه المعضلة، وعلى الأرجح، لن تجد الولايات المتحدة مبرّراً لشنّ ضربات مباشرة تجاه المليشيات ما دامت مصالحها في مأمن وستستمرّ بالضغط الناعم على الحكومة العراقية لتفكيك هذه الفصائل تدريجياً وهذا يبقى مشروطاً بألا تقع تلك الفصائل في أخطاء غير محسوبة تغيّر من قواعد اللعبة.
