إلى صحيفة إندبندنت عربية التي نشرت تقريرا بعنوان المنطقة الكردية أكبر رابح في العراق بعد 2003 جاء فيه إن عددا من أفراد النخبة السياسية ورجال الأعمال في أربيل يسكنون في بنايات فاخرة ومجمعات محاطة بأسوار حيث تباع بعض المنازل مقابل مبالغ تفوق خمسة ملايين دولار وتستهلك أكثر من مليون ليتر من المياه يومياً في الصيف, وهذا البذخ الواضح بعيد كل البعد عما كانت عليه المنطقة منذ 20 عاماً خلت بعد أن كانت أربيل مجرد عاصمة مقاطعة معزولة تفتقر حتى إلى مطار.
وأضافت إندبندنت عربية أن كل ذلك تغير بسرعة بعد 2003 حيث دخلت غالبية مناطق العراق في الفوضى وتنافست عديد من المجموعات السياسية والطائفية لملء فراغ السلطة في بغداد، بيد أن الأكراد الذين يعتبرون من أشد الحلفاء للأميركيين، عززوا موقعهم السياسي وسعوا لاستقطاب الاستثمارات الخارجية.
وقال بلال وهاب الباحث بمعهد واشنطن للصحيفة إن السردية الكردية القائمة على عنصر الضحية والمظلومية انتهت بعد 2003 ولم تعد تلك الرواية الكردية سارية بالواقع بل أصبحت مرتبطة بالسلطة والنفوذ ومع توقف الازدهار الاقتصادي في السنوات القليلة الماضية، بسبب مشكلات محلية واتجاهات اقتصادية عالمية، يغادر عدد متزايد من الشباب الكردي البلاد بحثاً عن فرص أفضل لأن الازدهار الاقتصادي في أربيل ما بعد عام 2003 طبع بتفشي الهدر والمحسوبية في القطاع العام.
وقالت إندبندنت عربية إن إرث الغزو الأميركي معقد حتى في المنطقة الكردية فقد تنافس الحزبان الكرديان الرئيسان للحصول على السلطة وكانت أربيل وبغداد في صلب الخلاف على الأراضي وتقاسم عائدات النفط, وفي غضون ذلك، شعر العرب في المنطقة الكردية والأقليات بمن فيهم التركمان والإيزيديون بأنهم مهمشون في ذلك النظام الجديد، وانسحب ذلك أيضاً على الأكراد الذين لا تربطهم أي علاقات مع أحد الحزبين الرئيسين