أطراف الصراع السياسي توقع على مدونة سلوك انتخابي بدعوى ضمان نزاهتها

توافق الفاسدون والسراق فيما بينهم.. واتفقوا على مدونة سلوك انتخابي، تضمن نزاهة الانتخابات ومصداقية صوت المقترع العراقي… ذات الطبقة التي انتهكت الدم العراقي، والقوانين وكافة التشريعات، عادت من جديد لتوقع، دون غيرها من الجهات، على مدونة تضمن انتخابات على مقاساتهم الخاصة دون غيرهم.
ويبدو ان رئاسة الجمهورية، التي بثت صور الاجتماع، لم يكن يدر في خلدها ان هذه الصور ستستفز الشارع العراقي، سيما وانها كانت تتوقع بأن الحاضرين للاجتماع يمثلون العراق، ويمثلون تطلعات شعبه بالتغيير، ليبرز التساؤل الأكبر، وهو ان كانت هذه الانتخابات فعلا تمثل تطلعات ثوار الإصلاح والتغيير، لماذا لم يحضر الاجتماع أي جهة سياسية تمثل حراك تشرين الشعبي؟ او أي جهة سياسية تشارك في الانتخابات لأول مرة، حتى وان لم تمثل حراك تشرين؟..
لكن رئاسة الجمهورية، ومن حيث لا تعلم، بعثت برسائل تؤكد بأن هذه الطبقة السياسية أعلنت وبشكل رسمي، عزلتها التامة عن الشارع العراقي، وأصدرت بيان وفاتها، لانها ما تزال تعيش في وهم كبير، وهمُ بنته على جماجم العراقيين، ودماءهم واموالهم، حتى باتوا في يقين كاذب بأنهم الممسكون بزمام كافة الأمور، بيدهم يضمنون نزاهة الانتخابات، وبيدهم يحددون موعدها، وبيدهم أيضا، يحددون مصير الناخب.
ومن مخرجات اجتماع توقيع المدونة، يتبين بأن المحتكرين للسلطة ينازعون الرمق الأخير، لبقاءهم في سدة الحكم، سيما وان ثوار الإصلاح والتغيير قد رفعوا في ثورة تشرين الكارت الأحمر بوجوههم، وتبنوا قرارا لا رجعة فيه، بازاحتهم عن المشهد السياسي، لكن هذه الطبقة التي برعت في لعبة التبرير والمماطلة والتسويف، تحاول المناورة من جديد، من خلال التعكز على دعم المجتمع الدولي، واطلاق التصريحات العازمة على اجراء انتخابات نزيهة، تأتي بوجوه جديدة، متناسين بأن الشرعية الأولى لهم، تكون من الداخل وباصوات العراقيين، لا من خلال دعم دولي زائل، مرهون بمصالح خارجية، او إقامة مؤتمرات شكلية تروج لمنجز وهمي، ولا من خلال زيارات لدول الجوار والاقليم الذين يتحكمون بالمشهد العراقي..