نشر أتلانتيك كاونسل تقريرا بعنوان ” العراق يحتاج إلى إعادة تقويم دوره في الشرق الأوسط” جاء فيه إن سقوط نظام الأسد في سوريا أدى إلى كسر الممر الممتد من إيران عبر سوريا وإلى لبنان بينما أمام العراق الآن فرصة لتحويل تركيزه نحو تأمين حدوده وتقليل التهديدات الأمنية الداخلية.
واشترط التقرير للنجاح في هذا الجهد، أن تتغلب الحكومة العراقية على العديد من التحديات، وإعادة تقويم دورها في المنطقة، وتحقيق التوازن في علاقاتها الخارجية – بما في ذلك مع الولايات المتحدة – استجابة لاحتياجات الأمن القومي للعراق والتطورات الأخيرة في سوريا.
وقال التقرير إن العراق ما بين نارين ، فمن حيث المبدأ من غير الممكن أن تقبل الحكومة العراقية بالزعيم السوري الجديد أحمد الشرع الذي أدار عمليات إرهابية فظيعة في العراق لسنوات عديدة تحت الاسم الحركي أبو محمد الجولاني وكان مسؤولا عن قتل العديد من المدنيين العراقيين الأبرياء في حين أنه لا يمكن للعراق أن يتجاهل المخاطر الأمنية الناشئة على طول حدوده مع سوريا التي يبلغ طولها 372 ميلا.
وأضاف أنه سيكون التحدي الذي يواجه العراق في الأشهر المقبلة ذا شقين: من جهة، هناك الحدود الطويلة مع سوريا، حيث تعمل العديد من الجماعات المسلحة المعادية دون أي معارضة من الجانب السوري وسيتعين على قوات الأمن العراقية مضاعفة مواردها ويقظتها للحفاظ على أمن الحدود.
ومن ناحية أخرى، سيواجه العراق ضغوطا من جهات عدة أولها من إيران، التي تسعى للحصول على تعويض عن خسارتها الأخيرة لنفوذها، بما في ذلك من خلال وجود موقف سياسي واقتصادي وأمني أفضل ، ومن جهة أخرى سيتعرض لضغوط لإعادة تقويم علاقاته الثنائية مع الولايات المتحدة.
واختتم التقرير بأن الأمر متروك الآن للحكومة العراقية لتحقيق التوازن بين سياساتها الإقليمية والنظر الكامل في الفرص والتحديات في العلاقات بين الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية الرئيسية في حقبة ما بعد الأسد.