ذكرت مجلة أتالايار الاسبانية أن العراق يواجه لحظة مفصلية في مساعيه لاستثمار ثروته الغازية الهائلة، إذ يتجه نحو الاعتماد على شركات أميركية كبرى لتنفيذ مشاريع ضخمة للحد من الهدر وتوليد الطاقة، فيما أشارت إلى أن تحقيق هذه الأهداف يظل مرهونًا بقدرة العراق على مكافحة التطرف وتقليص نفوذ الفصائل المسلحة، التي تشكل تحديًا أمام جذب الاستثمارات الأجنبية.
وذكرت المجلة أن العراق يحرق حاليا جزءا كبيرا من الغاز المرتبط بإنتاج النفط مبينة انه في عام 2023، حرق العراق حوالي 1.2 مليار قدم مكعب قياسي من الغاز يوميًا مما يُمثل هدرًا هائلًا للطاقة ومشكلة بيئية، وفي الوقت نفسه، يعتمد العراق على واردات الغاز من إيران، والتي يبلغ إجماليها حوالي مليار قدم مكعب قياسي يوميًا، وهي واردات غير موثوقة، لا سيما في أعقاب حالة عدم الاستقرار الناجمة عن الصراع الأخير بين إيران وإسرائيل”.
وأضاف التقرير، أن “قرار إدارة ترامب في مارس بعدم تجديد الإعفاءات التي تسمح للعراق باستيراد الغاز والكهرباء من إيران، ضاعف من جهود العراق للاتجاه نحو بعض مشاريع استغلال الغاز ، ومن أبرزها مشروع “النمو المتكامل للغاز” الذي تقوده شركة توتال إنرجيز الفرنسية ، وأشار التقرير إلى مشاركة شركات صينية أيضًا في بناء البنية التحتية لمعالجة الغاز مثل محطة معالجة الغاز في الحلفاية والرميلة، وغرب القرنة 1، والزبير
وأوصى التقرير الحكومة العراقية بـ”جذب الاستثمارات الأجنبية والاستفادة من إمكانات العراق الهائلة في مجال الطاقة، من خلال توفير الأمن”، مشيرا الى ان “العراق يواجه تحديين رئيسيين، وهما مكافحة التطرف العنيف، والحد من نفوذ الفصائل المسلحة المقربة من إيران، والتي لا تزال تعمل خارج نطاق سيطرة الدولة، وبالنسبة للولايات المتحدة، يُعد دعم بغداد على هذين الصعيدين أولوية”.
ووفقا للتقرير، فإنه “خلال عام 2025، عزز العراق حماية القواعد الأمريكية الاستراتيجية، مثل قاعدة الأسد ومعسكر النصر، بنشر قوات محلية وأنظمة دفاع صاروخي متطورة، بما في ذلك تقنيات مراقبة الطائرات المسيرة، وتأتي هذه الإجراءات استجابةً للتهديدات المتزايدة من الفصائل المسلحة، التي حذّرت من شنّ هجمات على أهداف أمريكية إذا تدخلت واشنطن في الصراع بين إيران وإسرائيل، وعلاوةً على ذلك، في يونيو 2025، أكّد العراق مجدداً على ضرورة الحفاظ على وجود التحالف الدولي ضد داعش على أراضيه، مُجادلاً بأن التهديد الإرهابي يمتد إلى ما وراء سوريا ولا يزال قائماً”.
