أعلن الجيش الأميركي الخميس، أن مقاتلات روسية “تحرشت” بمسيرات أميركية تعمل فوق سوريا للمرة الثانية خلال 24 ساعة، متهماً الطيارين الروس بممارسة “سلوكيات خطرة”، فيما اعتبر السفير الروسي في واشنطن أن اتهام روسيا بانتهاج “سلوك غير مهني” في سوريا “يتجاوز حدود اللياقة”.
وقال المتحدث باسم القوات الجوية الأميركية إنه “في الساعة 9:30 من صباح الخميس (بالتوقيت المحلي) حلقت طائرات روسية على مقربة من طائرات مسيرة أميركية من طراز MQ-9 Reaper، وألقت قنابل مضيئة أمامها”، وفق ما نقلت شبكة “NBC News” الأميركية.
وأضاف المتحدث أن “التحرش” الروسي بالمسيرات الأميركية، شمل طائرتين روسيتين من طراز “SU-34″، وSU-35″، لافتاً إلى أن ذلك استمر “لمدة ساعة تقريباً”.
وقال المسؤول الدفاعي إن الحادث وقع في شمال غرب سوريا.
“سلوكيات خطرة”
وقال اللفتنانت جنرال أليكسوس جرينكويتش إن “هذه هي المرة الثانية التي يمارس فيها الطيارون الروس سلوكيات خطرة في غضون الـ24 ساعة الماضية”، موضحاً أن “الأولى وقعت الأربعاء، في حوالي الساعة 10:40 صباحاً بالتوقيت المحلي”.
وأضاف جرينكويتش، وهو قائد القوة الجوية التاسعة والمكون الجوي للقوات المشتركة للقيادة المركزية الأميركية أن “هذه الأحداث تقدم مثالاً آخر على الأعمال غير الاحترافية وغير الآمنة التي تقوم بها القوات الجوية الروسية التي تعمل في سوريا، والتي تهدد سلامة قوات التحالف والقوات الروسية على السواء”.
وأضاف: “نحض القوات الروسية في سوريا على وقف هذا السلوك المتهور والالتزام بمعايير السلوك المتوقع من قوة جوية محترفة حتى يتسنى لنا استئناف تركيزنا على إلحاق هزيمة دائمة بتنظيم داعش”.
وأكد أن “سلامة الأفراد ونجاح المهمة ضد داعش يعتمدان على السلوك الاحترافي والمسؤول من قبل جميع القوات التي تعمل في المنطقة”.
3 مقاتلات روسية
وفي حادثة الأربعاء، كانت 3 مسيرات أميركية من طراز Reaper في مهمة ضد أهداف تابعة لتنظيم “داعش” في سوريا عندما شرعت 3 مقاتلات روسية في “مضايقتها”.
وقال جرينكويتش إن المروحيات الروسية أسقطت عدة مشاعل مظلية أمام المسيرات الأميركية ما اضطر المسيرات إلى القيام بمناورات مراوغة.
وقد تحمل مسيرات MQ-9 التي تبحث عن أهداف، صواريخ من طراز “Hellfire”، وقنابل دقيقة التوجيه.
وفي مارس، قال جرينكويتش لشبكة “إن بي سي نيوز” إن مروحيات روسية مسلحة كانت تحلق فوق مواقع أميركية في سوريا “بمعدل يومي تقريباً”.
وتجري روسيا وسوريا تدريبات دفاع جوي مشتركة، وفقاً لوسائل إعلام روسية. وبدأت التدريبات الأربعاء ومن المتوقع أن تستمر لمدة 6 أيام.
“اتهامات لتشتيت الانتباه”
بدوره، قال سفير روسيا في واشنطن أناتولي أنتونوف، الجمعة، إن اتهامات البنتاجون لروسيا بانتهاج “سلوك غير مهني” في الأجواء السورية “تتجاوز حدود اللياقة”، معتبراً أن الولايات المتحدة “هي التي تنتهك قواعد الطيران هناك” وفق ما نقلت عنه وكالة “سبوتنيك” الروسية.
ونقلت الوكالة عن أنتونوف قوله: “الهجمات المتكررة وأحيانًا التجاوزات التي تتجاوز حدود اللياقة بشأن الإجراءات الاحترافية العالية للقوات الروسية في سوريا تفتقر إلى العقلانية”.
واعتبر أن تلك الاتهامات تهدف إلى “تشتيت الانتباه عن حقيقة أن الأميركيين أنفسهم ينتهكون قواعد السلامة الجوية في الأجواء السورية بشكل يومي”.
واتهم القوات الأميركية بالتواجد في سوريا “بخلاف القوانين الدولية. في الواقع، يحتلون مناطق معينة في البلاد تحت ذريعة ضرورة تنفيذ المهام المضادة للإرهاب”.
