نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية تحليلا بعنوان ” العراق يقترب من شفا حرب أهلية شيعية” قالت فيه إنه على عكس الاحتجاجات الشعبية في عام 2019، التي ولدت من رحم الإحباط الناجم عن الفساد السياسي ، فإن العنف الذي شهده العراق قبل نحو أسبوعين ، نجم مباشرة عن النفوذ الإيراني في البلاد التي باتت على شفا حرب أهلية شيعية
وأشارت المجلة إلى أن الفصائل المسلحة التابعة للتيار الصدري والأحزاب داخل الإطار التنسيقي أظهرت مدى قوتها في العراق عندما خضعت شوارع العاصمة العراقية بغداد للعنف قبل أن يتوقف بطلب من الصدر مبينة أن الأحداث كشفت عن المعركة الجيوسياسية الدائرة بين إيران وجهود العراق لتشكيل حكومة في بغداد.
ووفق التحليل، فإن دوامة الأحداث الكارثية التي بلغت ذروتها مع تحول أجزاء من بغداد إلى منطقة حرب بدأت مع بيان كاظم الحائري الذي أعلن فيه تقاعده من منصبه كسلطة دينية والطلب من أتباعه في التيار الصدري باتباع علي خامنئي الإيراني بهدف الحد من نفوذ الصدر إلا أن محاولة طهران لكسب النفوذ على أتباع الصدر لم تكن مدروسة بشكل جيد وفشلت باعتبار أن مؤيديه مخلصون له من دون تردد.
ووفق “فورين بوليسي” فإن هذه المعركة مع إيران مستمرة منذ أن تركت الانتخابات العراقية في أكتوبر 2021 البلاد في مأزق سياسي وبدون فائز صريح في صناديق الاقتراع، لم يكن لدى أي حزب سياسي أغلبية لتشكيل حكومة، مما دفع البلاد إلى أشهر من عدم الاستقرار السياسي المستمر.
وترى المجلة في تحليلها أن ذلك يمثل أسوأ صراع شيعي داخلي في العراق منذ سنوات بينما تجد البلاد نفسها في مواجهة ارتفاع معدلات الفقر، وزيادة عمالة الأطفال، ومعدلات البطالة القياسية بعدما منعت الحكومة المؤقتة دستوريا من تمرير مشروع قانون الميزانية.