عراقيون يجمعون على مقاطعة كوميديا انتخابات مجالس المحافظات

أجمعت قوى شعبية ووطنية ونشطاء على أن انتخابات مجالس المحافظات ستكون صفعة إذلال للقوى الحاكمة بعد الإجماع الوطني على مقاطعتها وفقدها أي شرعية تتذرع بها القوى السياسية التي أوصلت البلاد إلى هرم الفشل والفساد السياسي منذ عشرين عامًا

الاجماع الوطني أكد على أن المهرجان الإعلامي الذي تديره القوى الحاكمة في الترويج لانتخابات مجالس المحافظات لن يغير من حقيقة الأمور خصوصًا وأن المقاطعة هذه المرة تشمل قوى سياسية وحزبية كانت تعد جزءًا من العملية السياسية الأمر الذي يكشف بأنها غير قابلة للإصلاح من داخلها بل باتت الحاجة ماسة لاستبدالها واستعادة البلاد المخطوفة من لصوص الدولة

وتقام في الثامن عشر من كانون الأول الجاري انتخابات مجالس المحافظات بعد توقف دام نحو عشرة أعوام وكانت أحد مطالب ثورة تشرين لإلغائها وإنقاذ المحافظات العراقية من هدر الأموال في صفقات فساد معلنة بين القوى والأحزاب والميليشيات الحاكمة

المفوضية تستكمل اجراء الانتخابات ومراقبون يعدون ذلك بعدم تغير من واقع الحال

وكانت مفوضية الانتخابات قد أعلنت استكمال إجراءات الانتخابات بموعدها إلا أن ذلك لا يغير من واقع الحال بعد الإجماع الوطني والشعبي على مقاطعتها

مراقبون أكدوا ان التيار الصدري يعد من أبرز الغائبين عن انتخابات مجالس المحافظات بعد أن قرروا المقاطعة وحث جمهورهم إلى عدم المشاركة في عملية التصويت مما خلق إرباكًا داخل الإطار التنسيقي الذي تنضوي تحته الميليشيات والأحزاب الولائية

مضيفين ان مخاوف أحزاب إيران في العراق زادت حول ما سمته اختلال التوازنات في إشارة إلى ترسيخ التقسيم الطائفي للمجتمع العراقي سيما وأنها تخشى على حصتها بمجرد استعادة العراقيين لوطنيتهم المستلبة من قبل الطائفية التي سادت بعد عام 2003.

مؤكدين ان دعوات جديدة دفعت لتأجيل الانتخابات وسط تحذير من دعوات عدم المشاركة ومنع الناس من ذلك معتبرًين أنها ستخلق نتائج غير متوازنة في تمثيل المكونات الاجتماعية

انتخابات مجالس المحافظات ستشهد اقبالا ضعيفا من قبل جمهور الناخبين

كشفت اوساط سياسية أن انتخابات مجالس المحافظات ستشهد اقبالًا ضعيفًا من قبل جمهور الناخبين على خلفية غياب التيار الصدري من مشهد الانتخابات لما يمثله من كتلة واسعة

الأوساط اكدت ان التيار الصدري أقدم على حرق اللوحات الاعلانية لمرشحين في الإطار التنسيقي فضلا عن حرق مقرات العصائب والحكمة والدعوة في محافظات بغداد وديالى والقادسية والنجف وكربلاء والبصرة

مضيفين أن تغييرًا طرأ على الصدر سيما وانه ترك خطابه المعروف بشأن إصلاح النظام وأمسى يتحدث عن شرعية النظام في بداية تُشير إلى نية التغيير في المنظومة السياسية

كلام بعض المسؤولين يفتقر للمنهج والاقناع والعراقيون يدركون عدم وجود حلول

يرى نشطاء ومحللون سياسيون أن كلام بعض السياسيين يفتقر الى المنهج والاقناع خصوصًا وأن العراقيين أدركوا بشكل لا رجعة فيه أن الحلول والتقسيم الطائفي يزيد من معضلة البلاد على حساب الوطنية العراقية.

المحللون في تصريحات لهم ذكروا ان من يُفصل الانتخابات وقانونها ونظامها وتوقيت اجراءها على مقاسه هو الذي يتحمل مسؤولية اختلال التوازن المكوناتي ومن يستخدم المال السياسي والسلاح ومقدرات الدولة لمصالحه الحزبية وتمكين مرشحيه هو الذي يتحمل مسؤولية افراغ الانتخابات من محتواها

متسائلين فيما أن معادلة الحكم الحالية جاءت من محركات شرعية وهل النظام الحالي يمثل المجتمع العراقي وهل يتمتع هذا النظام برافعة اجتماعية تؤيده أو تسانده