صحف اليوم: قاآني في بغداد وميليشيات مدعومة من إيران وراء الهجوم على الكاظمي

ركزت الصحف والوكالات الأجنبية على أصداء الهجوم على منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في بغداد , وكالة فرانس برس نشرت تساؤلا “هل تتصاعد التوترات في العراق بعد هجوم الطائرات المسيرة على منزل الكاظمي” حيث قالت الوكالة إن الهجوم جاء بعد أن استنكرت الفصائل الموالية لإيران وأنصارها نتائج الانتخابات التي شهدت خسارة تحالف الفتح الذراع السياسية للحشد الشعبي عددًا كبيرًا من المقاعد في البرلمان , كما جاءت في أعقاب احتجاجات دامية خارج المنطقة الخضراء شديدة التحصين.

وأضافت فرانس برس أن المحللين أجمعوا على أن الهجوم مرتبط بشكل وثيق بالانتخابات والمفاوضات التي ستتبع تشكيل تحالفات برلمانية قبل اختيار حكومة جديدة , حيث تحاول الأحزاب الخاسرة استخدام القوة القسرية للحفاظ على مكانتها حيث ترفض استبعادها من أي مفاوضات خلف الكواليس لتشكيل الحكومة المقبلة.

وأشارت فرانس برس إلى أن هجمات الطائرات المسيرة في العراق باتت استراتيجية تعتمد عليها الفصائل الموالية لإيران للتحذير من تجاوزها لكن حاليا تخسر الحرب الإعلامية وليست متماسكة في رسائلها

=====

ننتقل إلى وكالة رويترز التي أكدت في تقرير لها أن ميليشيات مدعومة من إيران وراء الهجوم على منزل الكاظمي حيث قال مسؤولون أمنيون عراقيون ومصادر من الفصائل المسلحة لرويترز إن كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق نفذتا الهجوم بالتزامن , وكان بمثابة رسالة من الميليشيات بأنها مستعدة للجوء إلى العنف إذا استُبعدت من تشكيل الحكومة ، أو إذا تعرضت سيطرتها على مناطق واسعة من جهاز الدولة للطعن.

ونقلت رويترز عن متخصصين في الشأن العراقي قولهم إن الرسالة كانت واضحة ومفادها أنه بإمكان الميليشيات خلق الفوضى في العراق ولديها الأسلحة والوسائل للقيام بذلك , وهي تشير أيضا إلى وضع نفسها في مواجهة الصدر الذي يتباهى أيضًا بميليشيا سرايا السلام في سيناريو من شأنه جر العراق إلى حرب أهلية , كما قال مسؤولان إقليميان لرويترز إن طهران كانت على علم بالهجوم قبل تنفيذه لكن السلطات الإيرانية لم تأمر به.

وأضافت رويترز أن الحادث أدى إلى تفاقم التوترات في العراق ، حيث تتنازع الفصائل شبه العسكرية القوية المدعومة من إيران على نتيجة الانتخابات العامة الشهر الماضي والتي ألحقت بها هزيمة ساحقة في الانتخابات وقللت بشكل كبير من قوتها في البرلمان.

=====

إلى موقع صوت أميركا التي نشرت تقريرا بعنوان “قائد فيلق القدس الإيراني يزور بغداد بعد الهجوم على الكاظمي” حيث قال سياسيان عراقيان إن الجنرال الإيراني إسماعيل قاآني زار بغداد لمتابعة التحقيقات في الهجوم بالطائرات المسيرة على منزل مصطفى الكاظمي ومحاولة تبرئة الفصائل الموالية لطهران وحثها على تجنب أي تصعيد آخر للعنف , لكن المؤشرات إن الطائرات التي استخدمت في الهجوم أقلعت من مناطق شرقي العاصمة حيث تمارس فصائل تدعمها إيران نفوذًا قويا.

ونقل موقع صوت أميركا عن السياسيين العراقيين قولهما إن قآاني التقى الكاظمي في بغداد وأكد له أن إيران لا علاقة لها بالهجوم الأخير ولا تعارض تعيين أي سياسي من قبل الكتل الشيعية في البرلمان المنتخب حديثا ليصبح رئيس الوزراء المقبل ,وأن العراق بحاجة ماسة للتهدئة وتجنب أي عمل يهدد الأمن القومي.

وقال موقع صوت أميركا إن نتائج الانتخابات تؤكد تصاعد موجة السخط ضد الميليشيات التي فقدت شعبيتها منذ 2018 , كما يحملها الكثير من العراقيين مسؤولية قمع الاحتجاجات المناهضة للحكومة وتقويض سلطة الدولة.

=======

نشرت صحيفة واشنطن بوست تحليلا بعنوان ” لماذا يجب على العراق مواجهة إيران” وجاء فيه إن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي كان محظوظًا للخروج من غارة الطائرات بدون طيار التي استهدفت منزله بدون أضرار لكنه الآن بات أمام خيار وحيد وهو مواجهة الميليشيات المدعومة من إيران التي تفسد النظام السياسي الهش في العراق وكذلك أسيادهم في طهران.

وقالت واشنطن بوست إن المحاولة التي وصفتها بالوقحة لاغتيال الكاظمي تعطي المبرر لإصدار أوامر طال انتظارها للتصدي للميليشيات المتورطة في الهجوم بلا شك لأنها الوحيدة التي تمتلك تكنولوجيا الطائرات المسيرة التي قدمتها إيران لمهاجمة القواعد العسكرية الأميركية وكذلك محطان النفط السعودية لكن الكاظمي يخشى معاداة طهران وتلكأ كثيرا في إدانة ميليشياتها بشن هذه الهجمات وقمع الحركة الاحتجاجية الشبابية.

وأضافت واشنطن بوست أن الكاظمي يجب أن لا يكون جبانا ويظهر الشجاعة لاستدعاء الجناة ومحاسبة الميليشيات وحينها سيمتلك سلاحا سياسيا قويا وهو دعم مواطنيه الذين سئموا من التدخلات الخارجية الخبيثة وجر بلادهم إلى الصراعات وأكدوا من خلال صناديق الاقتراع رفضهم للمجموعات المسلحة مثل كتائب حزب الله وعصائب أهل الحق ومنظمة بدر التي ترهب المواطنين بشكل روتيني وتبتز الأموال من الشركات وتقتل نشطاء حقوقيين.

إضافة إلى ذلك قالت واشنطن بوست إن هناك إحباطا داخل الجيش العراقي وهو معرض لخطر استبدال الميليشيات به , كما هناك قلق متزايد في عواصم عربية أخرى وفي الولايات المتحدة من أن طهران تستخدم هذه الميليشيات للسيطرة على القرار السياسي في بغداد.

=====

ننتقل إلى تحليل تشره معهد أتلانتيك كاونسل تحت عنوان “تأثير محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي على مستقبل البلاد” وجاء فيه إن هذا الهجوم الفاشل ليس سوى أحدث تصعيد في حملة العنف المستمرة التي تشنها الميليشيات, وإنه يجب على الولايات المتحدة العمل مع الشركاء العراقيين – بهدوء حسب الحاجة – لتهميش الميليشيات ، ووضعها تحت سيطرة الدولة ، وتقليل النشاط الإيراني الخبيث في العراق.

وأضاف معهد أتلانتيك كاونسل أنه قبل كل شيء ، يجب أن تكون الولايات المتحدة مستعدة لفرض تكاليف مجدية على طهران لردع المزيد من الهجمات من قبل النظام ووكلائه ويجب ألا تؤدي رغبة إدارة جو بايدن في استعادة الاتفاق النووي الإيراني إلى التغاضي عن الإرهاب المستمر ضد العراقيين.

وأضاف المعهد أن الهجوم يمكن أن يوفر فرصة للحكومة العراقية لكبح جماح الميليشيات التي ترعاها إيران – حتى لو كانت قليلة – والتي قامت بابتزاز وقمع الشعب العراقي بعنف لسنوات والمضي قدمًا في التشريعات أو الإصلاحات الأخرى التي من شأنها تغيير مكانة هذه الميليشيات كعنصر مستقل في قوات الأمن العراقية أو تقليل – إن لم يكن القضاء – على إلغاء تخصيص ما يقرب من مليارين ونصف المليار دولار تتلقاها سنويا من الحكومة العراقية.

واختتم معهد أتلانتيك كاونسل تقريره بالتأكيد على أن العراق يحتاج إلى إجراء تحقيق ذي مصداقية في الهجوم وليس اعتقال وجوه مجهولة ككبش فداء وذلك لإنجاح الديمقراطية الهشة وضمان أن تكون هناك عواقب لأولئك المسؤولين الذين اعتادوا على الإفلات بجرائمهم.

====

وتحت عنوان ” مخاوف عراقية من إفلات المتورطين في استهداف الكاظمي من العقاب” قالت صحيفة الشرق الأوسط إن كثيرا من المراقبين العراقيين أبدوا خشيتهم من إفلات الضالعين في استهداف منزل رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي  من العقاب  بالنظر لمواقف سابقة اتخذتها بعض الفصائل المسلحة في إطار صراعها مع قوى الدولة ، ومنها على سبيل المثال قيام تلك الفصائل بتطويق المنطقة الخضراء على خلفية اعتقال القيادي في «الحشد الشعبي» قاسم مصلح في مايو الماضي ، وفعلت الأمر ذاته مع اعتقال عناصر مسلحة في منطقة البوعيثة جنوب بغداد في يونيو من العام الماضي

ولا يستبعد محللون سياسيون وأكاديميون وصحفيون تحدثوا للشرق الأوسط هذه المرة أيضاً إمكانية انتهاء حادث الاستهداف الأخير لرئيس الوزراء بالسيناريو نفسه من «الترضيات الشكلية» التي كانت سائدة في كل مرة، رغم خطورة الاعتداء الأخير واستهدافه رأس السلطة التنفيذية بشكل مباشر.

وأضافت الصحيفة أنه رغم تأكيد الكاظمي على أن الحكومة تعرف جيداً منفذي محاولة اغتياله وستقوم بكشفهم ورغم تحديد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة اللواء يحيى رسول منطقة انطلاق الطائرات المسيرة؛ فإن المخاوف من إمكانية إفلات المتورطين في الحادث من العقاب غير مستبعدة في نظر كثيرين؛ ذلك أن التصريحات السياسية والعسكرية في ظل أوضاع سياسية وأمنية بالغة التعقيد والصعوبة في دولة مثل العراق، غالباً ما عمقت من مشاعر الشك والقلق لدى المواطنين بدلاً من أن تدفع بهم إلى الثقة وتصديق ما يقال.

ونقلت الصحيفة عن صحافيين قولهم إن ظاهرة الإفلات من العقاب أصبحت من معطيات غياب العدالة في المجتمع العراقي بسبب الغطاء السياسي الذي تنفذ تحت جناحيه تلك الجرائم مشيرين إلى مئات الضحايا من شهداء تشرين وغيرهم الذين قتلوا بدم بارد دون محاسبة وأضافوا أن ما حدث كان نتيجة طبيعية لتهاون الحكومة في كثير من الملفات الأمنية والسياسية، مثل صواريخ الكاتيوشا التي كانت تستهدف السفارات الأجنبية وتسيء لسمعة العراق في المحافل الدولية، وكذلك ما حدث أكثر من مرة في إرسال رسائل تهديد إلى رئيس الوزراء وتطويق المنطقة الخضراء

=========

وننتقل إلى إندبندنت عربية ونقرأ تقريرا بعنوان ” جماعة مدعومة من إيران نفذت هجوم الطائرات المسيّرة على الكاظمي” نقلت فيه عن مسؤولين إقليميين اشترطا عدم كشف هويتهما قولهما بأن الهجوم الذي استهدف الكاظمي كانت تعلم به إيران لكنها لم توافق عليه أو تأمر بشنه في ظل حرص طهران على تجنب تصاعد العنف على حدودها الغربية

وأفادت مصادر في جماعة مسلحة تحدثت للإندبندنت بأن قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني اجتمع في بغداد مع زعماء الفصائل المسلحة وحثهم على تجنب أي تصعيد آخر للعنف.

وقال مسؤولون عراقيون ومحللون للصحيفة إن الهجوم كان بمثابة رسالة من الفصائل بأنها على استعداد للجوء إلى العنف إذا استُبعدت من تشكيل الحكومة أو إذا تم تحدي هيمنتها على أجزاء واسعة من أجهزة الدولة مشيرين إلى أن الفصائل أرادت القول بأنها لديها الأسلحة والوسائل والقدرة على إحداث فوضى في العراق

=========

ونختتم من صحيفة العرب اللندنية والتي أوردت تقريرا بعنوان “قاآني في بغداد لمنع الكاظمي من توجيه ضربة شديدة للحشد” قالت فيه إن مصادر سياسية في بغداد كشفت عن سبب الزيارة التي قام بها قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني إلى العاصمة العراقية في وقت متأخر من ليل الأحد، موضحة أنها تمت بناء على توجيه من أعلى السلطات في طهران لتطويق محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي التي توجه فيها أصابع الاتهام إلى مجموعات موالية لإيران.

وعلمت “العرب” من مصادر مقربة من رئيس الوزراء العراقي أن طهران أرسلت قاآني إلى بغداد بعدما تثبتت من نوايا يضمرها الكاظمي لزعماء الميليشيات الشيعية الموالية لإيران بوصفهم أبرز المتورطين في عملية اغتياله مشيرة إلى أن التحركات العسكرية التي شاركت فيها طائرات مقاتلة ومروحية ودبابات وآليات مدرعة، فضلا عن الآلاف من الجنود، لم تعكس الهدوء الذي طبع خطاب الكاظمي يوم الأحد وهو يحدّث العراقيين عن تفاصيل الهجوم على مقر إقامته الشخصي، حيث دعا إلى ضبط النفس وعدم الانجرار إلى العنف.

وقال مسؤول في بغداد لـ”العرب اللندنية” إن “قاآني التقى الكاظمي في بغداد مساء الأحد وعبر له عن إدانة إيران الشديدة لمحاولة اغتياله، مؤكدا أن الجنرال الإيراني لم يحاول التلاعب بالكلمات بشأن الجهات المتورطة في عملية اغتيال رئيس الوزراء العراقي، ما يثبت أن الميليشيات الشيعية هي المسؤولة عن تدبير هذا الهجوم.

وذكر المسؤول العراقي أن الكاظمي لم يبدُ عليه الانفعال وهو يتحدث إلى قاآني، لكنه لم يتردد في إبلاغه بأنه مصر على ملاحقة المتورطين الحقيقيين في جريمة الاغتيال التي كان منزله مسرحا لها فجر الأحد.