صحف اليوم: انتخابات العراق عديمة الجدوى و شراء الأصوات ينكشف في التصويت الخاص

أهلا بكم وجولة جديدة في الصحف الدولية والعربية ونبدأ من وكالة أسوشيتدبرس التي أوردت تقريرا بعنوان “أهمية الانتخابات العراقية للعالم”  قالت فيه إن الانتخابات في العراق تأتي مع تحديات هائلة أهمها تضرر الاقتصاد العراقي بسنوات من الصراع والفساد المستشري ومؤخراً جائحة فيروس كورونا بينما تهدد الجماعات شبه العسكرية القوية بشكل متزايد سلطة الدولة ، ولا يزال مئات الآلاف من الأشخاص نازحين منذ سنوات الحرب ضد تنظيم داعش

وقالت الوكالة أن العراقيين لا يتوقعون تغييرا ملموسا من الانتخابات إلا أنها ستشكل اتجاه السياسة الخارجية للعراق في وقت مهم في الشرق الأوسط بينما يتوسط العراق بين الخصمين الإقليميين إيران والمملكة العربية السعودية.

وتضيف أسوشيتدبرس أن الانتخابات المبكرة التي جاءت استجابة لثورة تشرين لا تلبي مطالب المحتجين العراقيين في الشوارع حيث يطمح الناشطون الشباب إلى انتخابات أكثر نزاهة في ظل انتشار السلاح المنفلت والمال السياسي واستمرار الترهيب والتلاعب

ويشير تقرير أسوشيتدبرس إلى هيمنة الفصائل المسلحة في العراق على المشهد الانتخابي  في ظل غياب قوى تمثل احتجاجات تشرين نتيجة للقمع الذي تعرض له قادتها طيلة العامين الماضيين بعد أن قوبلت مظاهرات 2019 بقوة مميتة ، حيث قُتل ما لا يقل عن 600 شخص خلال فترة أشهر قليلة

واختتمت بأنه على الرغم من أن السلطات استسلمت ودعت إلى إجراء انتخابات مبكرة ، إلا أن حصيلة القتلى والقمع القاسي دفع العديد من النشطاء الشباب والمتظاهرين الذين شاركوا في الاحتجاجات إلى الدعوة للمقاطعة.

 ========

يرى تقرير نشرته مجلة “إيكونومست” البريطانية ان انتخابات العراق قد تكون عديمة الجدوى في حال كانت نسبة المشاركة في التصويت منخفضة.

ويشير التقرير إلى تحركات بعض القوى والميليشيات الموالية لإيران  التي تمتلك أحزابا ومرشحين يشاركون في الانتخابات نحو حث ناخبيهم على المشاركة من أجل تعزيز قبضتها ونفوذهم داخل مؤسسات الدولة.

ويشير التقرير إلى أن الانتخابات السابقة التي جرت في 2018 لم تكن بناءة في ظل نسب مشاركة متدنية، وصلت لـ44 في المئة فقط وربما أقل من ذلك.

وتناول التقرير ما جرى بعد الانتخابات من عمليات حرق لصناديق الاقتراع وغيرها من محاولات للتأثير على النتائج، لكنه شدد على أن السلطات العراقية تعمل منذ ذلك الحين على جعل التصويت القادم أكثر مصداقية من خلال إعادة تقسيم الدوائر وزيادة عدد المراقبين الدوليين إلا أن ذلك لم يقنع كثير من العراقيين بالمشاركة في الانتخابات، حيث يعتقد العراقيون  أن الفصائل المسلحة لن تتنازل عن السلطة عبر صناديق الاقتراع.

ويتمثل “القلق الأكبر”، بحسب التقرير، في أن المقاطعين يعتقدون أن الطبقة السياسية ستعمد لنفس الأساليب السابقة في تقسيم المناصب فيما بينها، حتى لو جرت الانتخابات في ظل أجواء أفضل من سابقاتها.

ونقلت الإيكونومست عن محللين سياسيين قولهم إن أحزاب السلطة صممت النظام القائم ليكون مغلقا وصعب الاختراق ويسمح لها بالبقاء لأطول فترة ممكنة  مشيرين إلى أن الكثير من الشباب العراقي لا يزالون ساخطين على الطبقة السياسية الحالية، وبالتالي سيؤثر هذا كثيرا على الانتخابات وحقيقة ما يريده الشعب”

======

قال موقع كريستيان ساينس مونيتور إن العراق يشهد انتخابات هادئة إلى حد كبير بسبب عدم اهتمام الشارع العراقي وعدم المبالاة بالعملية السياسية بعد سنوات من الصراع العنيف والفساد الحكومي

ويقول الموقع إن هذه الانتخابات المبكرة جاءت على حساب دماء مئات الشهداء الذين سقطوا في ساحات الاحتجاج في عام 2019 إلا أن القوائم المرشحة والشخصيات المشاركة لم ترقى إلى طموح العراقيين في التغيير أو حتى للتضحيات التي بذلها الشباب العراقي لتغيير الطبة السياسية

وأضافت كريستيان ساينس مونيتور إن عدد المراقبين الأجانب في مراكز الاقتراع سيكون خمسة أضعاف عدد المراقبين الأجانب في انتخابات 2018  فضلا عن منح الناخبين بطاقات التصويت البيومترية للحد من التزوير إلا أن كل ذلك لم يدفع العراقيين إلى الشغف في المشاركة في الانتخابات مشيرين إلى أنها لن تغير من الجمود السياسي أو تفرز وجوها جديدة في ظل احتدام المنافسة بين نفس القوائم الانتخابية بين سائرون وفتح ودولة القانون وغيرها من القوى التي فشلت في إدارة البلاد سابقا

======

ننتقل إلى تقرير من موقع إن بي آر الأميركي بعنوان ” الشباب العراقي طالب بالانتخابات ويدعو إلى مقاطعتها” قالت فيه إن آلاف الشباب العراقيين شاركوا في عام 2019   في مظاهرات ضخمة للمطالبة بالتغيير  ودعوا إلى وضع حد للفساد المستشري الذي يستنزف الثروة النفطية لبلدهم ، من أجل خدمات عامة أفضل مثل المياه والكهرباء التي يمكن الاعتماد عليها ، ولصوت أكبر في الحكومة.

واضاف التقرير أن الحركة الاحتجاجية نجحت في طرد حكومة عادل عبد المهدي وإجراء انتخابات مبكرة لكن العديد من العراقيين يقولون إنهم لا يرون أي سبب للتصويت حيث تستعد الأحزاب الحالية في السلطة – التي يدعمها الكثير من الميليشيات المتورطة في قتل حوالي 600 متظاهر – للهيمنة مرة أخرى  بينما لا يرى الشباب العراقي أي مستقبل لأنفسهم في بلدهم وفق لمحللين تحدثوا للموقع

ولفت التقرير إلى دعوات الشباب العراقي إلى المقاطعة للانتخابات مشيرين إلى أنها ستفرز نفس اللاعبين الأقوياء والقادة الطائفيون الذين ينفذون أجندات دولية على حاسب العراق

ويشير تقرير الموقع الأميركي إلى أن المشكلة الرئيسية هي أن معظم الأحزاب السياسية المنشأة حديثًا أو المرشحين المستقلين ليس لديهم نفس الأموال أو القوة التنظيمية مثل الأحزاب الأكبر الراسخة. علاوة على ذلك ، يقول بعض المرشحين الجدد إن قدرتهم على القيام بحملات انتخابية قد أعاقتها التهديدات وحتى محاولات الاغتيال

ويؤكد التقرير أن الولايات المتحدة تشترك في بعض المسؤولية عن فشل الحكم في العراق. بعد غزو عام 2003 ، أنشأ مجلس الحكم العراقي المدعوم من الولايات المتحدة نظام التوزيع الطائفي والمحاصصة السياسية ، والذي يستمر حتى يومنا هذا وقد أدى ذلك إلى جمود في البرلمان وانتشار الفساد والمحسوبية على نطاق واسع ، حيث اختطفت الأحزاب السياسية أموال الدولة لتسديد رواتب مؤيديها أو حجز وظائف للموالين.

ويختتم التقرير بأنه بالنسبة للولايات المتحدة ، فإن الحفاظ على الوضع الراهن أكثر أمانًا من عدمه ، وسيساعد في تجنب أي أزمة جديدة محتملة للبيت الأبيض في عهد الرئيس بايدن بعد الانسحاب الفوضوي للولايات المتحدة من أفغانستان وهو يتعارض مع ما يريده الكثير من العراقيين الذين يتوقون للتغييرات التي يأملون أن تسفر عن نوعية حياة أفضل.

===============

وننتقل إلى تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز بعنوان” المال والسلاح يهيمنان على الانتخابات العراقية” وجاء فيه إن الاستعدادات للانتخابات العامة الخامسة في العراق تسلط الضوء على نظام سياسي تهيمن عليه الأسلحة والمال، ولا يزال منقسمًا إلى حد كبير على أسس طائفية وعرقية.

وأضافت الصحيفة أنه من المرجح أن تعيد المنافسة نفس اللاعبين الرئيسيين إلى السلطة، بما في ذلك الحركة الموالية لمقتدى الصدر وتحالف الميليشيات المدعومة من إيران والحزب الكردي المهيمن في إقليم كردستان العراق ورجل أعمال سني خاضع لعقوبات أمريكية بتهمة الفساد, ولكن رغم ذلك هناك بصيص أمل في أن قانون الانتخابات الذي تم إصلاحه وحركة الاحتجاج التي دفعت إلى إجراء هذه الانتخابات قبل عام واحد يمكن أن تجلب بعض المرشحين غير المرتبطين بأحزاب سياسية تقليدية إلى البرلمان العراقي الذي يعاني من خلل وظيفي واضح.

وأشارت نيويورك تايمز إلى أن إقناع الناخبين المحبطين بأن الأمر يستحق الإدلاء بأصواتهم سيكون تحديًا في بلد يتفشى فيه الفساد لدرجة أن العديد من الوزارات الحكومية تركز على الرشاوى أكثر من تقديم الخدمات العامة وغالبًا ما يُنظر إلى الميليشيات وأجنحتها السياسية على أنها تخدم مصالح إيران أكثر من العراق كما لم تطرح أي أحزاب برامج سياسية وبدلاً من ذلك فإنهم يجتذبون الناخبين على أساس الولاء الديني أو العرقي.

وتحدثت نيويورك تايمز إلى عدد من طلاب الجامعات وقد أكد جميعهم بأنهم سيقاطعون الانتخابات استذكارا لزملائهم الذين استشهدوا خلال الاحتجاجات برصاص الموالين للحكومة والأحزاب.

=========

ننتقل إلى الصحف والمواقع العربية ونرصد من موقع دويتشة فيلا الألماني في نسخته العربية تقريرا بعنوان ”  أول انتخابات بالعراق بعد الحراك.. ما الذي يمكن أن تحمله؟ ” قالت فيه إنه للمرة الخامسة يتجه العراقيون لانتخاب برلمان جديد إلا أن كل هذه الدورات لم تغير كثيرا في ألوان التوزيع السياسي تحت قبة البرلمان العراقي، فالانقسام المذهبي والقومي هو نفسه لم يتغير

وأضاف التقرير أن صانع الملوك في الدورات الانتخابية السابق كان التيار الصدري بقيادة زعيمه مقتدى الصدر الذي ما إن ينأى بنفسه عن العملية السياسية، حتى يعود  من جديد مؤثرا على قرار تحديد رئيس الحكومة ، أما بالنسبة لمنصبي رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان، فجرى عُرفا توزيعهما على الكرد والعرب السنة ما يؤكد أن العراق مازال أمام خريطة سياسية واضحة المعالم ومقسمة على ثلاث جهات.

وينقل الموقع الألماني عن محللين سياسيين قولهم إن الانتخابات ربما تحصل بشروط إجرائية وتقنية أفضل، ووفق نظام انتخابي أكثر انفتاحاً لإمكانية صعود فاعلين جدد  لكنها تجري وفق شروط سياسية وأمنية تنصب بمصلحة القوى المهيمنة ذات الأذرع المسلحة والإمكانات المالية الضخمة وهو ما يكرس وضع تلك الأحزاب وقادتها كقوى فوق القانون والدستور

وتختتم دويتشة فيلا  بأن الأحزاب السياسية تدخل الانتخابات ليس لأنها مؤمنة بالديمقراطية ولا تريد خرق الدستور، بل لأنها لا تستطيع فرض هيمنتها بسبب وجود الآخر، لذا فإن قواعد اللعبة تفرض عليها القبول بتقاسم السلطة والموارد ولكن كل طرف مستعد لأن يتجه للسلاح في حال حاول آخر فرض هيمنته.

============

وتحت عنوان “شراء الأصوات ينكشف في التصويت الخاص بالانتخابات العراقية” قالت صحيفة العرب اللندنية إن سطوة المال السياسي ظهرت في التصويت الخاص المبكر الذي شهدته المحافظات العراقية   بعدما أدلى جنود وسجناء ونازحون بأصواتهم مع استعداد البلاد لإجراء انتخابات تشريعية عامة الأحد.

وقالت الصحيفة إن الخروقات التي شخصها إعلاميون ومراقبون شخصت صعوبة إجراء انتخابات شفافة في العراق بينما يمارس المال السياسي والميليشيات المسلحة سطوة كبيرة في شراء الأصوات والتأثير على الناخبين.

ونقلت الصحيفة عن  الشيخ حميد الشوكة رئيس مجلس زعماء العشائر في الأنبار، إن مجموعات وبتكليف من بعض الكتل السياسية اشترت الآلاف من بطاقات الاقتراع البيومترية وأضاف أنه بموجب هذا المخطط، يوافق الناخبون على التخلي عن بطاقاتهم واستعادتها لاحقا خارج مواقع الاقتراع لضمان خروجهم بالفعل حيث يصوتون بعد ذلك وفقا للتوجيهات.

وأضافت الصحيفة أن نسبة المشاركة في الانتخابات ستعكس مدى الثقة الباقية لدى الناخبين في النظام السياسي حيث يقول عراقيون كثيرون إنهم لن يشاركوا في الانتخابات بعدما شاهدوا أحزابا لا يثقون بها تكتسح الانتخابات المتعاقبة ولا تفعل شيئا يذكر لتحسين حياتهم.

=========