صحف اليوم.. العراق يحاول القيام بدور الوسيط والآثار العراقية تباع بأثمان بخسة في الخارج

أهلا بكم وجولة جديدة في الصحف الأجنبية والعربية والبداية من صحيفة هيئة الإذاعة الفرنسية التي قالت إن العراق الذي  أضعفته الأزمات والحروب المتتالية خلال الأعوام الأربعين الماضية يسعى إلى الاضطلاع بدور الوسيط في الشرق الأوسط من خلال قمة إقليمية تهدف إلى “نزع فتيل” الأزمات في المنطقة.

وقال تقرير الوكالة الفرنسية إلى أن القمة التي تأتي قبل شهرين من الانتخابات العامة تطمح لأن يكون للعراق دورا بناء وفاعل في معالجة الأزمات بالمنطقة لكن التهديد الذي يمثل تحديا لبغداد هو التخلص من النفوذ الإيراني في ظل عجز السلطات عن تلبية تطلعات الشعب، على صعيد العمل والخدمات الأساسية، والإفلات من العقاب، وغيرها من المجالات.

وأضاف التقرير  أن  الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد حضوره القمة في بغداد بينما لم يعلن قادة دول الجوار موقفهم من المشاركة ولا سيما الخصمان الإيراني والسعودي حيث تسعى بغداد إلى التحول من دور المرسال إلى الوسيط للمحادثات بين الطرفين

وأشارت الصحيفة إلى أن المنظمون العراقيون لم يكشفوا عن المواضيع التي ستطرح في القمة إلا أن العراقيين لا يشعرون بأن هذه الحكومة تمثلهم يجد العراقيون أنفسهم ضحايا للفساد المزمن المستشري في كل مفاصل المجتمع فيما شهد العراق صيفا حارا وجافا تخللته حرائق في مستشفيات اسقطت ضحايا، وانقطاع لللكهرباء.

========

وفي هذا الموضوع نقرأ من موقع “كاونسل فورين ريلاشن” تقريرا جاء فيه إن العراق بحاجة إلى أن يكون طرفا مستقل ذي سيادة قبل العمل كوسيط لحل القضايا العالقة في المنطقة مشيرا إلى أن معظم القوى التي تشكل العملية السياسية في العراق تدين بالولاء لإيران

وقال التقرير إن العراق يسعى جديا لإعادة دوره المحوري في المنطقة إلا أن ذلك لن يحدث قبل تحقيق الاستقرار المحلي من خلال إنهاء الفساد والتوقف عن العنف وملاحقة الناشطين والوصول إلى عملية سياسية تخدم في الاساس الشعب العراقي بدلا من الولاءات الخارجية

وأضاف التقرير أن العراق نجح في إقامة علاقات قوية مع قوى إقليمية مهمة مثل مصر والأردن وتركيا والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة إلا أن توفير مزيد من العمق والقوة لهذه العلاقات يتطلب سحب العراق من تحت سيطرة إيران  

ويشير التقرير إن دور الدول الإقليمية في دعم العراق مهم أيضا لتعزيز دوره في المنطقة مشيرة إلى ضرورة تفعيل المشروعات المشتركة مثل الربط الكهربائي مع دول الخليج والأردن ومصر والتخلص من مشكلة مزمنة تعيق التنمية في العراق وهي نقص الطاقة

واختتم التقرير بأن الحكومة العراقية المقبلة التي ستفرزها الانتخابات هي التي ستحدد إذا كان بإمكان العراق العودة إلى دوره القوي في الإقليم وتجنيبه الصراعات الدولية

========

ننتقل إلى ذا ديفينس بوست التي قالت إنه في الوقت الذي يسعى فيه العراق إلى عقد مؤتمر لدول الجوار يتم انتهاك سيادته من قبل الطيران التركي الذي يواصل شن هجماته الجوية على شمال البلاد

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين محليين قولهم إن مدنيين اثنين قتلا  في قصف للجيش التركي  على منطقة زاخو العراقية المتاخمة لتركيا

وأشارت الصحيفة إلى أن  تركيا أقامت حوالي 12 قاعدة عسكرية على مدار الـ 25 عامًا الماضية في شمال العراق ، وشنت حملات عسكرية عديدة خلال السنوات الماضية ما أدى إلى فرار ونزوح آلاف السكان المدنيين

وقالت ذا ديفينس بوست إن الغارات التركية المتكررة أدت إلى تأجيج التوترات مع بغداد ، حيث حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حذر من أن بلاده ستتعامل مع وجود حزب العمال الكردستاني إذا كان العراق غير قادر على القيام بذلك بينما أدان مجلس الأمن القومي العراقي “الأعمال العسكرية الأحادية الجانب” ورفض “استخدام الأراضي العراقية لتصفية الحسابات” ، لكنه لم يذكر تركيا على وجه التحديد.

==========

ننتقل إلى صحيفة وورلد بولتيكس ريفيو التي قالت في تقرير لها إن الانسحاب الأميركي من العراق سيكون له تأثيره الحاسم على الأحداث في العراق حيث من الممكن أن يؤدي ذلك إلى صراع ضاري بين الميليشيات والفصائل المتنافسة هناك للسيطرة على السلطة السياسية وموارد الدولة

وقال التقرير إن واشنطن تخاطر باستقرار العراق من خلال وضع إدارة بايدن وصانعي السياسة الأمريكيين الملف العراقي على أخر سلم أولوياتها على الرغم من العواقب الهائلة التي من الممكن أن تحدث في حالة عدم الاستقرار في العراق ليس فقط على المستوى الإقليمي بل وكذلك على المستوى الدولي

ونقل التقرير عن  محللون وخبراء أن خطاب الرئيس جو بايدن للانسحاب في أفغانستان يمكن أن ينطبق بسهولة على العراق والتحدي الآن يقع على عاتق الحكومة العراقية – لإعداد البلاد لهذا الانسحاب والقضاء على الميليشيات والقوى الأخرى التي لا تريد أن ترى عراقًا مستقرًا وديمقراطيًا

وقال التقرير إنه لا هناك فرصة كبيرة للولايات المتحدة لإيجاد حل وسط قوي بين الوجود العسكري المفتوح والانسحاب الكامل  مشيرا إلى أن الكارثة في أفغانستان ستغير التفكير الأمريكي بشأن العراق.

====

ومن فرانس برس نتابع تقريرا عن سرقة وبيع الآثار العراقية حيث قالت الوكالة إن مئات من الدولارات تكفي لشراء لوح طيني سومري يعود لثلاثة آلاف سنة قبل الميلاد، من خلال موقع “لايف أوكشنيرز”، وقد وجد اللوح طريقه إلى بريطانيا، ليصل بيوت المقتنين ببساطة تامة، تعزز تهريب وتجارة الآثار العراقية المزدهرة أصلا، بفعل نقص حماية المواقع الأثرية والفساد.

وتنقل الوكالة عن مدراء مزادات في الخارج قولهم أن قطعة الآثار العراقية تباع في مزاد علني بدءا من 600 دولار تقريبا وهناك أعداد لا تحصى من القطع هرّبت من آلاف المواقع الأثرية غير المحمية بما يكفي، في بلد عانى عقودا من الحصار والحروب، ويواجه تحديات الفساد وهيمنة مجموعات مسلحة،

ويقول مدير هيئة الآثار والتراث العراقية، ليث مجيد لفرانس برس إنه لا توجد إحصائية بعدد الآثار المهربة” من العراق  كون “التهريب لا يشمل فقط القطع التي سرقت من المتاحف، بل من النبش العشوائي للمواقع الأثرية

وتتركز عمليات النبش في الكوت والسماوة والناصرية في الجنوب، حيث مواقع لا تحصى تفتقر لحراسة كافية، ومن هناك تذهب القطع إلى العمارة غربا “مركز تهريب الآثار”، وفق الخبير العراقي، أو في مناطق تقع إلى جنوب العمارة في الأهوار.

تلك المواقع التائهة في الصحراء، منها ما هو معروف لكنه مهمل، مثل موقع تل العبيد في ذي قار، الذي يقول الخبراء إنه مكان الاستيطان الأول للإنسان في جنوب العراق، قبل 8 آلاف عام، ومهد لظهور أولى المدن السومرية، وأخرى غير منقبة يصعب إحصاؤها

 ============

صحيفة العرب اللندنية ركزت أيضا على هذا الموضوع حيث نقلت عن مصدر حكومي عراقي أن الأموال المكتسبة من تهريب الآثار تغذي الشبكات الإجرامية والجماعات المسلحة حيث يلعب الفساد أيضًا دورًا في عمليات تهريب الآثار.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمنيين أوروبيين أن تنظيم داعش الإرهابي لم يدمر سوى جزء قليل من الآثار العراقية حين استخدم الإرهابيون الجرافات لهدم عشرات المواقع الآثرية في الموصل لكن ما قام التنظيم بتهريبه إلى الخارج لتمويل حملته الإرهابية كان أكبر بكثير مما تم هدمه

وقال المصدر الحكومي العراقي إنه يعتقد أن المشكلة تكمن في دول الجوار المتواطئة في التهريب مشيرا إلى أن الدولة العراقية مازالت ضعيفة ولا تمنح القطع الأثرية أولوية

ولفتت الصحيفة إلى أن  منظمة الشفافية الدولية ، وهي منظمة مراقبة الفساد ، تضع العراق في المرتبة 160 من بين 180 دولة مدرجة في قائمة الفساد.

==========

نقلت وكالة اسوشيتدبرس تحذير منظمات إغاثة دولية من أن ملايين الأشخاص في سوريا والعراق معرضون لخطر فقدان الوصول إلى المياه والكهرباء والغذاء، وسط ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض مستويات المياه بشكل قياسي بسبب قلة هطول الأمطار والجفاف.

وقالت الوكالة إن المنظمات الإنسانية رصدت أكثر من 7 ملايين عراقي مهددون بالجفاف وعدم الوصول إلى المياه  بسبب انخفاض مياه الأنهار الواردة من تركيا وإيران مع استنزاف مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية

وتوقع التقرير انخفاض ​​إنتاج القمح بنسبة 70 في المائة في محافظة نينوى بسبب الجفاف ، بينما من المتوقع أن ينخفض ​​الإنتاج في إقليم كردستان بمقدار النصف فيما تنفق بعض العائلات في الأنبار التي لا تصلها مياه النهر ما يصل إلى 80 دولارًا أمريكيًا شهريًا على المياه.

مجلس اللاجئين النرويجي وهي إحدى المنظمات التي وقفت وراء التحذير، صرّح مديرها الإقليمي، كارستن هانسن، أنه في ظل بقاء مئات الآلاف من العراقيين نازحين والعديد غيرهم ما زالوا يفرون حفاظًا على حياتهم  ، فإن أزمة المياه التي تتكشف ستصبح قريبًا كارثة غير مسبوقة تدفع بالمزيد إلى النزوح

============

ومن الصحف العربية نتابع تقريرا من صحيفة العين تحت عنوان ” العراق يطلق عملية عسكرية في حزام بغداد لملاحقة داعش ” قالت فيه إن رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي أعلن انطلاق عملية عسكرية لملاحقة عناصر تنظيم داعش، هي الثالثة من نوعها خلال أقل من عام.

وأشارت الصحيفة إلى أنه  رغم سلسلة من العمليات الأمنية التي شهدها القضاء خلال السنوات الماضية، إلا أنه ما زال يمثل نقطة تمركز لعناصر داعش، تساعده البيئة الجغرافية للمنطقة ذات الطبيعة الزراعية الممتدة والشاسعة مما يصعب تتبع أوكار وحواضن التنظيم.

وتأتي تلك العملية العسكرية الثانية من نوعها التي يطلقها الكاظمي بحضور ميداني في قضاء الطارمية بعد نحو 6 أشهر من حملة مشابهة استهدفت حواضن تنظيم داعش.

وقالت الصحيفة إن الكاظمي وجه بإعادة الخطط الأمنية المتبعة لمواجهة الخلايا النائمة، ومنع تكرار أي خروقات مشدداً على ضرورة الانتباه إلى الأصوات المتطرفة، التي تبحث عن فرص لخلق شرخ اجتماعي بين العراقيين وخلق فتن طائفية

========

ونتابع من صحيفة الشرق الأوسط تقريرا بعنوان ” صراع الخرائط يستقر سنياً وكردياً… ويتصاعد شيعياً” قالت فيه إن العد التنازلي للانتخابات العراقية المقرر إجراؤها في 10 أكتوبر المقبل قد بدأ في وقت منحت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات المرشحين؛ الذين يزيد عددهم على 3 آلاف مرشح، أطول فترة للدعاية الانتخابية.

وقالت الشرق الأوسط أن المرشحين لهذه الانتخابات هم الأقل منذ عام 2005  إلا أن غالبية الكتل السياسية لا تزال مترددة في إطلاق حملاتها علناً خشية تأجيل الانتخابات؛ مما يعني إهدارها ملايين الدولارات دون نتيجة.

وأضافت أنه طبقاً لكل التوقعات؛ فإن الجميع ينتظرون موعداً افتراضياً هو الأول من سبتمبر  المقبل يمكن أن يتضح من خلاله الموقف الأخير للكتل السياسية

ونقلت الشرق الأوسط عن سياسي عراقي وصفته بالمطلع أن هناك متغيرات مهمة بدأت تتبلور في الآونة الأخيرة يمكن أن تحدد إلى حد كبير ملامح المرحلة القليلة المتبقية على صعيد حسم مصير الانتخابات وأضاف أنه في الوقت الذي لم يكن فيه الموقف الأميركي محسوماً حتى قبل أيام لجهة إجراء الانتخابات؛ فإن الأميركيين باتوا يرغبون في إجرائها بموعدها، وهو أمر لافت؛ لا سيما أن الموقف الأميركي الجديد تغير بنسبة كبيرة لصالح إجراء الانتخابات بعد أحداث أفغانستان

ووفقاً للسياسي العراقي؛ فإن «هناك توافقاً إيرانياً؛ وإن كان غير متفق عليه، مع الأميركيين والبريطانيين على إجراء الانتخابات في موعدها،  مشيراً إلى أن «(الفتح) وكذلك (ائتلاف دولة القانون) باتا يجدان الفرصة سانحة لهما لإنهاء الصدر سياسياً رغم أنهما يدركان قوة جمهوره وتأثيره (الصدر) في المعادلة السياسية القائمة حالياً وما بعد الانتخابات».

وحول ما إذا كانت الخريطة السياسية سوف تتأثر في غياب «التيار الصدري» في حال الإصرار على عدم المشاركة، يقول السياسي العراقي: إن هناك ثلاثة أطراف سوف تتأثر باستمرار غياب الصدر؛ هم: رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لأنه مدعوم من الصدر وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني الذي عقد تحالفاً مع الصدر  ، والرئيس برهم صالح الذي استفاد من  انفراط (التحالف الصدري – البارزاني)؛ لأنه لو كان استمر لكان سيجعل تشكيل الرئاسات الثلاث بيد الصدر وبارزاني، بينما الآن انتهى هذا الأمر؛ حيث إن هذا التحالف لن يعود حتى لو عاد الصدر إلى السباق الانتخابي بسبب عدم ثقة بارزاني بإمكانية قيام تحالف جديد مع الصدريين

وحول الخرائط السياسية، يقول السياسي العراقي إنه في الوقت الذي استقرت فيه الخرائط على صعيد الكرد والسنة؛ فإنها لا تزال قلقة وتنذر بالمخاطر شيعياً  موضحاً أن الكرد استقروا على حزبين كبيرين لا منافس رئيسياً لهما في كردستان؛ الأمر الذي يجعل تحركهم باتجاه بغداد حتى في ظل خلافاتهم داخل الإقليم المستمرة، موحداً نسبياً.

========