زيلينسكي: من المبكر القول إن دفة الحرب تحولت ولا نهاية قريبة للصراع

قالت بريطانيا اليوم السبت إن أوكرانيا تواصل عملياتها الهجومية في شمال شرقي البلاد في الوقت الذي أقامت فيه القوات الروسية خطاً دفاعاً بين نهر أوسكيل وبلدة سفاتوف.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في تحديث منتظم على “تويتر”: “من المحتمل أن ترى روسيا أن الحفاظ على السيطرة على هذه المنطقة أمر مهم لأنه يمر عبر أحد طرق إعادة الإمداد الرئيسة القليلة التي لا تزال روسيا تسيطر عليها من منطقة بيلجورود في روسيا”.
وقالت بريطانيا أيضاً على “تويتر” إن “روسيا ستحاول على الأرجح إجراء دفاع عنيد عن هذه المنطقة ، لكن من غير الواضح ما إذا كانت قوات الخطوط الأمامية الروسية لديها احتياطيات كافية أو معنويات كافية لتحمل هجوم أوكراني آخر منسق”. من جهة أخرى، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بارتكاب “جرائم حرب” في شمال شرقي أوكرانيا وقال إن من السابق لأوانه القول إن دفة الحرب، تحولت على الرغم من المكاسب السريعة لقواته على الأرض هذا الشهر.

وأضاف زيلينسكي لـ “رويترز” في مقابلة أن نتيجة الحرب مع روسيا التي دخلت شهرها السابع الآن، تتوقف على سرعة تسليم الأسلحة الغربية لبلاده لمواصلة القتال.

وذكر أن الوضع في المناطق التي حررت أخيراً في الشمال الشرقي يشبه إلى حد كبير “المشاهد الدموية” التي وجدتها قواته بعد استعادة بلدة بوتشا بالقرب من كييف في المرحلة الأولى من الحرب، حين اتهم القوات الروسية بارتكاب عديد من جرائم الحرب ونفت موسكو الاتهامات آنذاك.

ومضى قائلاً “حتى اليوم، هناك 450 شخصاً دفنوا (في إقليم خاركيف بشمال شرقي البلاد). لكن هناك آخرين (غيرهم في) عمليات دفن منفصلة لكثير من الناس، (هناك) أشخاص عذبوا، و(هناك) أسر كاملة في مناطق معينة”.

ورداً على سؤال عما إذا كانت هناك أدلة على جرائم حرب قال “كل هذا موجود… هناك بعض الأدلة، وهناك عمليات تقييم جارية (أوكرانية ودولية) وهذا مهم للغاية بالنسبة إلينا، لكي يتأكد العالم من ذلك”.

ولم يرد الكرملين على الفور على طلب للتعليق على المزاعم الجديدة لزيلينسكي، وتنفي روسيا استهداف المدنيين، وقالت في الماضي إن الاتهامات الموجهة لها بانتهاك حقوق الإنسان حملة تستهدف تشويه سمعتها.

ولم تعلق موسكو على أنباء موقع الدفن الجماعي في إيزيوم التي كانت معقلاً روسياً على جبهة القتال قبل أن تنسحب قواتها أمام هجوم أوكراني مضاد.

لا نهاية مبكرة للحرب

جرت المقابلة مع زيلينسكي يوم الجمعة في الـ 16 من سبتمبر (أيلول) الجاري في مكتبه الواقع داخل مجمع حكومي شديد الحراسة، الذي أصبح بمثابة قلعة لزيلينسكي ومستشاريه، وفي الداخل، كدست أكياس الرمل لحماية نوافذ الغرف والممرات ذات الإضاءة الخافتة.

وقبل المقابلة بوقت قصير، دوت صفارات الإنذار في كييف للتحذير من خطر سقوط صواريخ. وكرر زيلينسكي الذي زار إيزيوم يوم الأربعاء، نداءه للدول الغربية وغيرها لزيادة إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا.

وقال “نريد مزيداً من المساعدة من تركيا ونريد مزيداً من المساعدة من كوريا الجنوبية ومزيداً من المساعدة من العالم العربي ومن آسيا”.

وأشاد كذلك بالهجوم المضاد المباغت لأوكرانيا، لكنه قلل من شأن الأقاويل عن اقتراب الحرب من وضع أوزارها، وقال “من المبكر الحديث عن نهاية هذه الحرب”.

وأضاف أنه يعتقد أن إمدادات الأسلحة الأجنبية لأوكرانيا كانت ستتتراجع إذا لم تشن كييف هجومها المضاد، مشيراً إلى أن التقدم الأوكراني على الأرض سيشجع دولاً أخرى على دعم كييف.

وقال “أعتقد أن هذه خطوة مهمة للغاية وأنها أثرت أو ستؤثر في قرارات دول أخرى بعينها”.

تعذيب

أعلن الحاكم الإقليمي أوليغ سينيغوبوف مساء أن “99 في المئة” من الجثث التي أخرجت، الجمعة، من مقبرة جماعية في مدينة إيزيوم بشرق أوكرانيا بعد استعادتها من الروس، “تحمل آثار موت عنيف”.

من جهته، أورد المكلف الحقوق الإنسانية الأوكرانية دميترو لوبينتس عبر “تلغرام”، “الأرجح أنه كان هناك أكثر من ألف مواطن أوكراني تعرضوا للتعذيب والقتل في الأراضي المحررة من منطقة خاركيف”.

وقال سينيغوبوف عبر “تلغرام” إنه عثر في إيزيوم “على جثث عدة مكبلة الأيدي خلف الظهر وعلى شخص دفن مع طوق حول رقبته، بكل تأكيد، تعرض هؤلاء للتعذيب وأعدموا”، ناشراً صوراً لمئات القبور التي عثر عليها قرب إيزيوم.

وأضاف أن “450 جثة لمدنيين تحمل آثار موت عنيف وتعذيب تمت مواراتها” في هذا الموقع الذي عثرت عليه السلطات الأوكرانية.

وعبر “تلغرام” أكد سينيغوبوف أن “هناك أيضاً أطفالاً” بين الجثث التي قام بإخراجها “200 عنصر وخبير” يعملون في الموقع.

وأوضح أنه “سيتم إرسال الجثث للتشريح بهدف تحديد السبب الفعلي للوفيات”، مضيفاً “كل جثة ستكون موضع تحقيق وستصبح دليلاً على جرائم الحرب التي ارتكبتها روسيا أمام المحاكم الدولية”.

ماكرون يندد بـ”الفظائع” في إيزيوم

من جانبه، ندد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة، بما وصفها بأنها “فظائع” ارتكبت في مدينة إيزيوم.

ويأتي موقف ماكرون في إطار موجة من ردود الفعل الغربية الغاضبة بعد تقارير لمسؤولين أوكرانيين قالوا إنهم عثروا على مقبرة جماعية خارج المدينة تحوي مئات الجثث.

وكتب الرئيس الفرنسي على “تويتر” “أدين بأشد العبارات الفظائع التي ارتكبت في إيزيوم بأوكرانيا تحت الاحتلال الروسي”، مشدداً على أن المسؤولين عن تلك الفظائع “يجب أن يحاسبوا على أفعالهم، لا يوجد سلام بلا عدالة”.

الجمعية العامة تجيز لزيلينسكي إلقاء كلمته افتراضياً

أجازت الدول الأعضاء في الأمم المتحدة في شكل استثنائي، الجمعة، للرئيس الأوكراني أن يلقي كلمته عبر تقنية الفيديو خلال الجمعية العامة السنوية للمنظمة الاممية الأسبوع المقبل.

واعتباراً من الثلاثاء، من المقرر أن يتحدث نحو 150 رئيس دولة وحكومة من منبر الجمعية العامة في نيويورك.

بسبب “كوفيد-19″، ألقيت الخطب خلال العامين الماضيين افتراضياً بشكل كلي أو جزئي، لكن القواعد المعتادة ستطبق مرة أخرى هذا العام ويمكن للحاضرين فقط التحدث.

غير أن أكثر من 50 دولة منها أوكرانيا والولايات المتحدة وفرنسا وتركيا والمملكة المتحدة وكوريا الجنوبية وكولومبيا، قدمت اقتراحاً لاستثناء الرئيس فولوديمير زيلينسكي.

يشير النص “بقلق” إلى وضع بعض القادة “المحبين للسلام” الذين لا يستطيعون حضور اجتماعات الأمم المتحدة شخصياً “لأسباب خارجة عن إرادتهم بسبب غزو أجنبي، وعدوان وأعمال عسكرية قائمة تمنعهم من مغادرة بلادهم والعودة إليها بأمان”، “أو الحاجة إلى ضمان دفاعهم الوطني والقيام بالمهمات الأمنية”.

ومن أصل 193 دولة عضواً، أيدت 101 دولة هذا القرار الذي يشكل استثناء على قاعدة التحدث شخصياً، ويتيح لفولوديمير زيلينسكي “إلقاء مداخلة مسجلة مسبقاً” خلال الأسبوع الذي تعقد فيه الجمعية العامة.

وقال السفير الأوكراني سيرغي كيسليتسيا من على المنبر “نأسف بشدة لأن الحرب الروسية لا تسمح لرئيسنا بالمشاركة حضورياً”، متحدثاً عن “ظروف خاصة للغاية”.

وهي حجة رفضها نائب السفير الروسي دميتري بوليانسكي مندداً بـ “تسييس قرار إجرائي”، وقال “إذا كانت الجمعية العامة مستعدة لقبول إمكان الإدلاء بتصريحات مسجلة مسبقاً أثناء المناقشة العامة، فيجب منح هذا الحق لجميع من يحتاجون إليه”.

وصوتت سبع دول ضد القرار بينها روسيا وسوريا وكوبا وكوريا الشمالية، وامتنعت 19 أخرى عن التصويت، ورفض تعديل قدمته بيلاروس كان سيسمح لجميع القادة غير القادرين على القدوم إلى نيويورك شخصياً ببعث رسالة مسجلة مسبقاً بأغلبية 67 صوتاً معارضاً و23 مؤيداً وامتناع 27 عن التصويت.

ووفقاً للقائمة الأخيرة فإن مداخلة أوكرانيا مقررة بعد ظهر الأربعاء الـ21 من سبتمبر، لكن تغييرات قد تطرأ بسبب مشاركة عدد كبير من القادة في جنازة الملكة إليزابيث الثانية الإثنين في لندن.

قبل أيام من انعقاد الجمعية العامة، تشعر بعض دول الجنوب بالانزعاج لتركيز الغربيين كل اهتمامهم على أوكرانيا.

وقال مندوب جنوب أفريقيا “إن طبيعة النقاش اليوم تؤدي إلى استقطاب أكبر للمجتمع الدولي في وقت ينبغي علينا أن نعمل فيه معاً”.

وأدلى زيلينسكي مراراً برسائل عبر الفيديو خلال اجتماعات مجلس الأمن الدولي، وكان آخرها في نهاية أغسطس (آب)، عندما عارض السفير الروسي هذه المداخلة الافتراضية، من دون جدوى.

روسيا تحظر دخول 41 أسترالياً إلى أراضيها

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أن موسكو حظرت دخول 41 شخصية أسترالية هم خصوصاً صحافيين إلى الأراضي الروسية، في إجراء وضعته في إطار الرد على العقوبات التي تفرضها كانبيرا على موسكو، ونشرت الوزارة في بيان لائحة أسماء الأشخاص الممنوعين من دخول البلاد، وتضم اللائحة أسماء موظفين في شركات أسلحة أسترالية وفي وسائل إعلامية، وحذرت الوزارة من أنه “نظراً إلى واقع أن كانبيرا لا تنوي رسمياً التراجع عن خطها المناهض للروس وتستمر في فرض عقوبات جديدة، فإن تحديث هذه اللائحة سيتواصل”.

وسبق أن حظرت موسكو دخول 159 أسترالياً إلى أراضيها للأسباب نفسها.