«حزب الله» يرفض وقف النار قبل اتضاح معالم المرحلة الثالثة من الحرب

يستمر «حزب الله» اللبناني برفض التجاوب مع أية طروحات ومبادرات نشطت مؤخراً بمحاولة لإقناعه بوقف إطلاق النار جنوب لبنان بالتوازي مع دخول الحرب في غزة مرحلتها الثالثة، كما أعلن قبل أيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وينطلق الوسطاء مما يقولون إنه «وقف للعمليات العسكرية الكبيرة وصولاً لوقف إطلاق نار»، ويرون أنه لا يستدعي استمرار «حزب الله» بالقتال على جبهة الجنوب التي أرادها جبهة دعم ومساندة لغزة.

إلا أن الحزب وكما رفض – ولا يزال – كل الطروحات المرتبطة بانسحابه من منطقة جنوبي الليطاني والعودة لتطبيق القرار الدولي 1701، فهو يرفض أي طروحات جديدة لوقف النار قبل اتضاح معالم المرحلة الثالثة وتبلور الواقع في الميدان. إذ تقول مصادر قريبة منه لـ«الشرق الأوسط»: «الحزب لن يسير بأي تفاهمات واتفاقات مسبقة. ما دام القتال وإطلاق النار متواصلاً في غزة، فجبهة لبنان ستبقى جبهة دعم ومساندة، أما حين تتفق (حماس) وإسرائيل على هدنة فعندها ذلك يسري جنوباً، وهو ما حصل أصلاً خلال الهدنة السابقة وبشكل تلقائي… أما تعويل البعض على تفاهمات مع الحزب منفصلة عن الوضع في غزة فذلك في غير مكانه».

وتشير المصادر إلى أن «الهدنة أو وقف إطلاق النار ما دونه عقبات أبرزها أن مطالب وشروط الطرفين، أي (حماس) وإسرائيل متناقضة تماماً».

وكان نتنياهو قد أعلن أن المرحلة الثالثة من الحرب في قطاع غزة ستستغرق 6 أشهر. وقال: «كما قلنا سابقاً إن العمليات الجوية ستستمر 3 أسابيع، وذلك ما حصل. وكما قلنا إن المرحلة الثانية من العملية الضخمة ستستمر 3 أشهر، وذلك ما حصل. وهكذا نقول إن المرحلة الثالثة من تثبيت السيطرة والتطهير ستستمر 6 أشهر».

وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإن «المرحلة 3 من المتوقع أن تتضمن وقف العمليات البرية والانتقال للغارات وتأسيس منطقة أمنية في قطاع غزة».

وقف النار مرتبط بغزة

ويقول الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير إنه «حتى الآن وحسب المعلومات فإن الحزب مستمر في القتال، ولا شك أن حجم العمليات مرتبط بتطور الأوضاع الميدانية سواء في غزة أو بما يقوم به العدو الإسرائيلي من عمليات»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه «في حال توقفت العمليات في غزة أو تراجعت من الطبيعي أن تتراجع العمليات في جنوب لبنان لكن بشرط أن يتراجع حجم الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان أيضاً. أما الوقف النهائي فلن يتم قبل وقف إطلاق النار في غزة».

توجه لتوسيع الحرب على لبنان

من جهته، يرى أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية الدكتور هلال خشان أن «حزب الله تورط بربط مصير جبهة لبنان بجبهة غزة ووقع بالفخ الإسرائيلي الذي سيستدرجه إلى حرب أوسع»، مرجحاً أن «يرفض (حزب الله) التجاوب مع كل الضغوط الإسرائيلية سواء المرتبطة بوقف إطلاق النار أو الانسحاب إلى منطقة شمال الليطاني، مما سيؤدي لتوسيع إسرائيل حربها على لبنان فتستهدف مناطق «حزب الله»؛ سواء في الجنوب أو البقاع أو الضاحية الجنوبية لبيروت»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عملية من هذا النوع قد تثمر «اتفاقاً على انسحاب إسرائيل من المناطق المتنازع عليها مع لبنان فيتسلمها الجيش اللبناني و«اليونيفيل» مقابل انسحاب الحزب إلى شمال الليطاني». ويرى أن «التوصل لحل حول النقاط الحدودية الـ13 المتنازع عليها ليس بالأمر الصعب، المشكلة الأساسية ترتكز حول منطقة رأس الناقورة بوصفها تكشف البحر، إضافة لمزارع شبعا التي ترفض سوريا تسليم خرائط تؤكد لبنانيتها».