نرصد من صحيفة العرب اللندنية تقريرا بعنوان “حلفاء إيران في العراق يكبحون انفتاح حكومة السوداني على سوريا” جاء فيه إن إحجام السلطات العراقية عن تهنئة أحمد الشرع بتوليه منصب الرئيس الانتقالي لسوريا كشف عن الموقف الحذر لبغداد من التعامل مع الوضع السياسي المستجدّ على الساحة السورية وذلك في تراجع عن الانفتاح الذي أبدته حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني على السلطات السورية الجديدة ولاحت بوارده من خلال إيفادها رئيس جهاز المخابرات حميد الشطري إلى دمشق بعد أقل من أسبوعين على سقوط نظام بشار الأسد، وما تلا ذلك من مواقف رسمية عراقية صبت في اتّجاه التعامل بإيجابية مع ما حدث في البلد الجار.
وقالت مصادر للصحيفة إن توقف التواصل بين بغداد ودمشق عند تلك الزيارة التي طغى عليها الطابع الأمني يعود إلى تأثير الأحزاب والفصائل الشيعية المتنفذة وهي قوى حليفة لإيران وليست سعيدة لما حدث في سوريا من تغيير أفضى إلى إزاحة حليفها الأسد من السلطة.
وتحدّثت ذات المصادر عن ضغوط إيرانية غير مباشرة على بغداد وعن طريق تلك الأحزاب والفصائل نفسها بهدف منع إقامة علاقات جيدة بين حكومة السوداني والنظام الجديد في دمشق, ويظهر ذلك من خلال الخطاب السياسي والإعلامي السلبي الذي ما تزال الأحزاب والفصائل الشيعية العراقية تستخدمه في الحديث عن التغيير الذي حدث في سوريا وفي توصيف قيادتها الجديدة التي ما تزال وفقا للخطاب ذاته مجرّد فرع لتنظيمات متشدّدة.
وقالت العرب اللندنية إن تركيا تقدمت للعراق بمقترح تعاون ثلاثي بين أنقرة ودمشق وبغداد مفيد في عدّة مجالات أكثرها استعجالا الملف الأمني حيث أبدت الحكومة العراقية ترحيبا لكنّها لم تكن تستطيع التسرّع في تبنيه وإعلانه نظرا لصعوبة تجاوز مواقف حلفاء إيران ذوي السطوة على قرارها، ولذلك آثرت الحذر والتريث.
